جمال أنعم-خاص
أراد البعض خلق حالة من اللوم والتبخيس لفبرائر الثورة والثوار في محاولة لإجهاض روح الثورة ولتكريس مشاعر الندم والخسارة لدى كل الحالمين الذين خرجوا مطالبين بالتغيير وبوطن أفضل
الثورات قد تقوم لأسباب تختلف عن اسباب استمرارها ونجاحها، قد تتفجر الثورات لدواعي كثيرة وعلى نحو مباغت وبصور غير متوقعة وفي اوقات عجيبة وغريبة
يقرر فيها الناس التوقف عن أداء دور المقهور والخروج ضد القهر ورموزه والمطالبة بحقهم في الحياة الحرة الكريمة.
ربما واجهنا تحديات كبيرة على مستوى جاهزية القوى الوطنية والاحزاب على رأسها حيث لم تستطع التعامل مع المخاض الثوري العائل وعجزت عن تحويله الى قوة دفع حقيقية للتغيير ولمشروع انقاذ وطني فعلي متجاوز
الضعف والقصور لدى الاحزاب هو نتاج عوامل كثيرة بالطبع فهي افراز للواقع بكل مفاعيله ومافيها من اختلالات وأزمات وخور وعماء وتخبط هو انعكاس لوضعيتها الخاصة والعامة وللتجربة الديمقراطية الكسيحة الخاضعة لاشتراطات السلطة الحاكمة منذ البدايات والتي لم تسمح طيلة عقود بتعددية ديمقراطية حقيقية وشراكة وتبادل سلمي للسلطة وحالت دون وصول الاحزاب المعارضة الى حالة من النضج ومراكمة الخبرات اللازمة في العمل السياسي وصناعة التحولات وادارة الدولة.
لقد اريد للأحزاب عموما حضورا شكليا وديكوريا ومحددا ضمن سقف يفرضه الحاكم على الدوام
من المهم عمل مراجعات لهذا المسار لكن بدون أن نسحب المعركة الى داخلنا كما يريد اولئك الذين مازالوا يرون ١١ فبرائر هي سبب كل ماحاق باليمن من كوارث وخطوب وهم بهذا يحاولون اخلاء مسؤوليات اصحاب القرار الفعلي والتنصل من كل ذنب رغم اقتراف الكثيرين شتى الجرائم والفظاعات ورغم خياناتهم المدمرة وتحالفاتهم القذرة مع اعداء الوطن بدافع النقمة والثأر حتى صاروا هم ضحايا لنقمتهم وادوات ثأرهم وعلى ذلك النحو الذي يعرفه الجميع
من الأهمية بمكان التوقف واعادة النظر في أدواتنا ووسائلنا ومواقفنا ورؤانا ومشاريعنا الوطنية عموما بحثا عن مكامن الضعف والفشل والقصور ومواجهة الحقائق بشجاعة وصدق ويستوجب هذا الأمر الكف عن تبرير الانتكاسات والخيبات وتحمل المسؤولية ورفع الصوت في المطالبة بأحداث التغييرات المطلوبة على مستوى ادارة هذا الصراع لكن بدون جلد زائد لذواتنا وبدون تحويل أنفسنا الى هدف وحيد للوم والإدانة والتبكيت والتقريع والتخوين
نحن خرجنا بحب ننشد التغيير في عالم يرى الحكام فيه أنفسهم آلهة يحكمون على شعوبهم بالهلاك ويعلنون الحرب عليهم إذا ما طالبوا بتغيير أحدهم بسلام.