اخبار هامة

    إب نموذجاً..خطر مياه الصرف الصحي يهدد سكان ريف اليمن

    إب نموذجاً..خطر مياه الصرف الصحي يهدد سكان ريف اليمن

    اب بوست-متابعات

    تفتقر الكثير من القرى والمناطق الريفية النائية في اليمن خصوصاً ريف محافظة إب، لوجود شبكات الصرف الصحي، إذ يواجه السكان مشكلات متعددة جراء تلوث البيئة، الذي أدى إلى انتشار الكثير من الأمراض والأوبئة وفاقم معاناة المواطنين.

     

    وأدت الحرب التي تعصف بالبلاد منذ تسع سنوات إلى تدمير البنية التحتية، بالإضافة إلى توقف كافة المشاريع الخدمية أبرزها إصلاح شبكات الصرف الصحي.

     

    تشير تقارير أممية إلى أن أكثر من 14 مليون شخص يحرمون من إمدادات المياه الصالحة للشرب وخدمات الصرف الصحي وجمع القمامة في اليمن.

     

    تلوث البيئة

     

    يقول إسماعيل محسن وهو أحد سكان ريف السياني بمحافظة إب إن: "مشكلة غياب خدمات الصرف الصحي تؤرق حياة المواطنين، الكثير من البيوت يقومون بوضع المجاري إلى الطرقات، بعض الازقة في القرى لا يمكن المرور بها أو دخولها من رائحة النفايات، مخلفات الطعام والقمامة يتم رميها في الشارع".

     

    ويضيف محسن لـ" منصة ريف اليمن: "عند زيارتك إلى الكثير من القرى سوف تشاهد مجاري الصرف الصحي في الطرقات، على سبيل المثال في قريتنا التي يبلغ عدد سكانها أكثر من 10 آلاف نسمة يواجه السكان صعوبات كبيرة نتيجة عدم توفر شبكات صرف صحي، وعدم توفر دورات مياه في بيوت الكثير من السكان".

     

    بالإضافة إلى غياب خدمات الصرف الصحي ب المناطق الريفية النائية باليمن ما يزال الكثير من المواطنين يفتقرون حتى لوجود دورة مياه في بيوتهم، الأمر الذي يؤدي إلى تلوث البيئة مما ينعكس سلباً على حياة السكان ويجعلهم عرضة للإصابة بالكثير من الأمراض والأوبئة وسط غياب تام للمرافق والخدمات الصحية.

     

    يقول استاذ البيئة بجامعة الحديدة الدكتور عبدالقادر الخراز، إن "الأثار البيئية خطيرة جداً لو نتحدث فقط عن المحتوى العضوي الموجود في مياه الصرف الصحي إذا تم أخذها بدون المياه الأخرى أو التصريفات الأخرى للمعامل وغيرها ستكون بدون معالجة ذات محتوى عالي من المحتوى العضوي وهذا يشكل خطرا حتى عندما يتم تسربها في الأحواض وتسربها إلى المناطق الزراعية".

     

    وأضاف الخراز في حديث لـ منصة ريف اليمن :" يحدث تسرب إلى المياه الجوفية وتغير خصائصها مما يؤدي إلى تلوث هذه المياه الجوفية، وتغير طعمها وهذا يؤثر في حال تم استخدام المياه للشرب أو في عملية الري الزراعي، كما يؤثر على الإنسان في حالة الشرب ويتسبب بانتشار أمراض الكلي والفشل الكلوي".

     

    انتشار الأوبئة

     

    وتابع :"المناطق الريفية متأثرة بشكل كبير لأنها في غالب الأحيان تستخدم مثل هذه المياه للزراعة، بالإضافة إلى جانب وجود المحطات بتلك المناطق وتأثيراتها سواءً من خلال تراكم هذه المستنقعات من الملوثات وانتشار الأمراض والأوبئة وانتشار الحميات والحشرات وهي ناقلة للكثير من الأمراض".

     

    أدى تلوث البيئة في الكثير من المناطق الريفية بمختلف المحافظات اليمنية جراء غياب خدمات الصرف الصحي، وإهمال المواطنين إلى انتشار العديد من الأمراض والأوبئة خاصةً وباء الكوليرا الذي ينتقل عبر استهلاك المياه أو الطعام الملوث وذلك بدوره تسبب بوفاة مئات الآلاف من اليمنيين بالتزامن مع تدني الخدمات الصحية نتيجة تدهور القطاع الصحي بشكل غير مسبوق.

     

    تجدر الإشارة إلى أن مشكلة غياب خدمات الصرف الصحي في القرى والمناطق الريفية تشكل تهديداً كبيراً لصحة الأطفال الذين يمارسون اللعب في الشوارع والأحياء الازقة فهم يعتبرون أكثر عرضة للإصابة بالأمراض والأوبئة المختلفة.

     

    وفقاً لمنظمة اليونيسف شهدت اليمن قبل أربع سنوات أسوأ تفشي لوباء الكوليرا في التاريخ الحديث والذي شمل 96 في المائة من المحافظات. كما تدهورت أنظمة الرعاية الصحية والمياه والصرف الصحي والإصحاح البيئي في البلاد في ظل الحرب التي تعصف بالبلاد منذ سنوات.

     

    تتزايد مخاوف السكان في المناطق الريفية النائية في اليمن جراء الأوضاع البيئية والصحية التي باتت تشكل خطراً كبيراً على حياتهم، وحياة أطفالهم بسبب غياب شبكات الصرف الصحي، إذ تحولت بعض الأحياء السكنية ببعض القرى الريفية إلى مستنقعات خصوصاً خلال فترة هطول الأمطار بفصل الصيف الذي يستمر لنحو ستة أشهر.

     

    وتؤكد منظمة اليونيسف اشتداد الحاجة لخدمات الصرف الصحي والإصحاح البيئي وإمدادات المياه الصالحة للشرب أكثر من أي وقتٍ مضى لا سيما بالنسبة للسكان الأشد ضعفاً في البلاد.

     

    دعوة لإنهاء المعاناة

     

    ومع ذلك، فإن أقل من 10 في المائة من النازحين (70 في المائة منهم من النساء والأطفال) الذين يمكنهم الوصول إلى دورات مياه آمنة، أصبحوا مُجبرين للتعامل مع الأمر على نحو تنعدم فيه الخصوصية ويتعرضون فيه للأمراض والإسهال المائي الحاد.

     

    ناجي حسن (46 عاماً) أب لتسعة أولاد يسكن معهم بقرية ريفية نائية بمحافظة إب وسط اليمن، قال لمنصة ريف اليمن إن: " قريته تفتقر إلى وجود شبكات الصرف الصحي.

     

    مشيراً أن بعض السكان الميسورين يتغلبون على تلك المشكلة عن طريق القيام بحفر مساحة تحت الأرض لكنهم مع ذلك يشكلون خطراً على البيئة فهم يقومون بشفط مياه المجاري إلى الطرقات والأحياء السكنية بشكل شبه مستمر خاصةً خلال هطول الأمطار".

     

    ودعا حسن المنظمات الدولية المعنية والسلطات الحكومية إلى القيام بدورها، وإنها معاناة المواطنين والسعي وراء عمل شبكات صرف صحي.

     

    وينهي حديثه بالقول" إصلاح شبكات صرف صحي، ليست مكلفة خصوصاً في المناطق الريفية، فهناك مناطق مفتوحة وبعيدة عن السكان يمكن استخدامها في استقبال مياه المجاري".

     

    ريف اليمن - عبدالله علي

    قد يعجبك ايضا!