اخبار هامة

    إب في 2023.. تصاعد الاحتجاجات ضد مليشيا الحوثي و"المكحل" أيقونة جديدة للنضال

    إب في 2023.. تصاعد الاحتجاجات ضد مليشيا الحوثي و"المكحل" أيقونة جديدة للنضال

    اب بوست-متابعات

    برزت محافظة إب (وسط اليمن)، كرأس حربة للاحتجاجات الشعبية المناهضة لمليشيا الحوثي المدعومة من إيران خلال العام المنصرم 2023م، وذلك بتنفيذ جملة من الاحتجاجات الشعبية والفئوية والنوعية التي نددت بالجرائم الإرهابية للمليشيا والانتهاكات التي تطال الأملاك العامة والخاصة، وإنهاء حالة الانفلات الأمني والفوضى التي اتسمت بها المحافظة خلال سنوات الانقلاب الحوثي.
     

    وشهدت المحافظة طوال العام عشرات الفعاليات من بينها احتجاجات جماهيرية كبيرة هتفت ضد المليشيا وطالبت برحيلها في حراك شعبي هو الأعلى من نوعه الذي تشهده المحافظات الخاضعة للمليشيا منذ عدة سنوات، كان أبرزها التظاهرة الشعبية التي صاحبت تشييع الناشط "حمدي المكحل" الذي قضى تحت التعذيب في سجون مليشيا الحوثي في مارس الماضي.
     

    ورغم أن المليشيا الحوثية أفرطت في قمع تلك الاحتجاجات وشددت من قبضتها الأمنية في المحافظة بجملة من الإجراءات الأمنية والقمعية المصاحبة بمافي ذلك اختطاف عشرات المتظاهرين، إلاّ أن أبناء المحافظة لم يتوانوا في الخروج للتعبير عن رفضهم للمليشيا كلما سنحت لهم الفرصة.


    المكحل.. أيقونة نضال
     

    في الـ 23 من مارس الماضي، الذي صادف اليوم الأول من شهر رمضان 1444هـ شهدت محافظة إب، تظاهرة كبيرة شارك فيها الآلاف غالبيتهم من الشباب ومن أبناء المدينة القديمة، مسقط رأس الناشط "حمدي عبدالرزاق الخولاني" الملقب بـ "المكحل" الذي قتل في سجون مليشيا الحوثي بالمحافظة على خلفية انتقاداته اللاذعة للمليشيا عبر قناة اليوتيوب التي يملكها.
     

    ورغم محاولة المليشيا التنصل عن الجريمة وممارسة الترهيب على أسرة "المكحل" والضغط عليهم لدفن جثمانه دون مشاركة مجتمعية إلاّ أن أبناء مدينته رفضوا ذلك وأقاموا جنازة تشييع ضخمة تحولت إلى محاكمة للمليشيا حيث طالب المشاركون فيها برحيل الحوثيين من المحافظة وهتفوا بعبارات "الحوثي عدو الله" بالتوازي من ذلك تسلق شبان غاضبون مبانٍ وأسقطوا رايات المليشيا كما عمد آخرون على طمس شعاراتها من على المنازل في مشهد قل نظيره في السنوات الأخيرة.
     

    وبفعل التظاهرة الشعبية الكبيرة والهتافات القوية التي صدحت بها حناجر المحتجين، تحول الشهيد "المكحل" إلى أيقونة نضالية يفتخر بها أبناء مدينة إب القديمة والمحافظة بشكل عام كامتداد لتاريخ زاخر بالثورة والتحرر ورفض الظلم والاستبداد.


    وإذ حيت الحكومة الشرعية انتفاضة أبناء إب تلك، فقد وصفت يومذاك على لسان وزير إعلامها معمر الارياني، التشييع المهيب لجنازة "المكحل"، بالمحاكمة المفتوحة لعبدالملك الحوثي وعصاباته الاجرامية.
     

    وأوضح الإرياني أن دماء الناشط المكحل والذي تم تصفيته بدم بارد في معتقلات مليشيا الحوثي الإرهابية التابعة لإيران لن تذهب هدرا، وستتحول إلى لعنة تطارد القتلة، ووقودا للثورة القادمة.
     

    عاصفة طمس شعارات
     

    في ظل تنامي الرفض الشعبي لمليشيا الحوثي الإرهابية، شهدت المحافظة في مناسبتين عمليات طمس واسعة لشعارات مليشيا الحوثي على واجهات المنازل والشوارع والمحال التجارية.
     

    وبرزت عمليات الطمس تلك في شهري يونيو وأغسطس من العام الماضي بالتزامن مع فعاليات حوثية وعروض عسكرية نظمتها المليشيا في المحافظة.


    وتركزت عمليات الطمس تلك في حي دار الشرف جنوبي المدينة، وأحياء المدينة القديمة التي لاتزال تعتصر قلوب أبنائها بآلام عمليات القمع التي طالت السكان عقب انتفاضة "المكحل".
     

    ورغم القبضة الأمنية إلا أن المليشيا فشلت في المناسبتين معرفة من يقف وراء ذلك لتلجأ إلى حملات مداهمات وتفتيش واختطافات طالت حتى المختلين عقليا في الشوارع.
     

    مبتدأ النضال
     

    لم تكن تظاهرات الاحتجاجات الشعبية في إب، وليدة اللحظة فالمحافظة شهدت على مدى السنوات الماضية العشرات من الفعاليات المناهضة للمليشيا الحوثية وكانت عنوانا للنضال المجتمعي ضد الانقلاب الحوثي.
     

    وفي السياق أكد الناشط أحمد هزاع، أن بروز محافظة إب كواجهة للمدن الرافضة للمشروع الحوثي مشهد غير غريب على المحافظة التي انطلقت منها أول شعلة ثورية وتخلقت فيها أول انتفاضة شعبية مناهضة للحوثيين عبر "حركة رفض" التي نظمت عشرات المسيرات والفعاليات الاحتجاجية وتوسعت بأنشطتها إلى عدة محافظات مع بداية الانقلاب قبل أن تغرق البلد في أتون الحرب.
     

    وأضاف هزاع في حديث لـ "يمن شباب نت"، أن محافظة إب لطالما كانت ميدانا للرفض الشعبي والمجتمعي للحوثي ومساعيه لتطييف المجتمع، باعتبار أن المحافظة بيئة طاردة للمليشيا ولا تمثل حاضنة شعبية لها.
     

    وأشار "هزاع" إلى أن أبناء المحافظة أكدوا في كل مناسبة ومع كل مساعٍ حوثية لفرض أجندتها داخل المحافظة على رفضهم للمشروع الحوثي وأنهم جزء أصيل من المشروع المقاوم له.
     

    ولفت إلى أن المحافظة تشهد أشكالاً كثيرة من المقاومة والرفض تعبّر عن نفسها بمافي ذلك الفعاليات الاحتجاجية والعزوف الشعبي عن الحضور في الفعاليات الطائفية للمليشيا، فضلا عن المشاركة المشرفة لأبناء إب في كل جبهات القتال على امتداد الجغرافيا الوطنية.
     

    المناسبات الوطنية إثبات ولاء للجمهورية
     

    مع كل مناسبة وطنية في البلد تحرص إب على الحضور الكبير لإثبات تمسكها بالنظام الجمهوري كثابت وطني سقت لأجله تراب الوطن بأنهار من الدماء الزاكية طوال العقود الماضية، ولتؤكد أن حالة الأمر الواقع التي تشهدها المحافظة الآن ليس غير طارئ مصيره الزوال.
     

    في هذا العام كانت المحافظة حاضرة وبصورة فارقة في الاحتفالات بعيد ثورة السادس والعشرين من سبتمبر حيث شهدت غالبية مدن ومديريات المحافظة تظاهرات ليلية كبيرة هتفت باسم اليمن وجمهوريته وتصدت لكل محاولات التضييق التي واجهتها من قبل المليشيا الحوثي التي تناصب العداء لثورة اليمنيين الأم كثورة أطاحت بحكم الإماميين البائد.


    فعاليات الثورة كانت حاضرة في شوارع مدينة إب والمدن الثانوية التي جابتها مئات المركبات والدراجات النارية وهي تلوح بالعلم الوطني وتهتف باسم اليمن لساعات طويلة استمرت حتى وقت متأخر من ليلة السادس والعشرين من سبتمبر في مشهد تحدي واجهته المليشيا بإطلاق النار والاعتداء على المحتفلين واختطاف العشرات من بينهم أفراداً من أسرة (علي عبدالمغني) أحد أبرز رموز الثورة السبتمبرية.
     

    كما شهدت المدارس والجامعات فعاليات وطنية وتزينت شرفات المنازل وواجهات المحلات التجارية بالأعلام الوطنية رغم كل التحذيرات الحوثية.
     

    وقفات احتجاجية
     

    وعلى مدار العام شهدت إب وقفات احتجاجية نددت بممارسات مليشيا الحوثي الإرهابية ودعت إلى وضع حد لانتهاكاتها كما طالبت تلك الاحتجاجات بإقالة عدد من القيادات الحوثية الفاسدة والحفاظ على الأملاك العامة والخاصة التي تتعرض لعمليات نهب وسطو ممنهج.
     

    ونظم مواطنون في أكثر من مناسبة وقفات احتجاجية، نددوا فيها بعمليات السطو المسلح لأراضي المواطنين وأملاك الأوقاف، بقوة السلاح.
     

    ورفع المشاركون في الوقفات تلك لافتات تطالب بحماية أراضيهم وأراضي الأوقاف من متنفذي مليشيا الحوثي، التي تستغل نفوذها لنهب ومصادرة ممتلكات المواطنين والواقفين.
     

    فعاليات أخرى شهدتها المحافظة العام المنصرم نددت بنهب مليشيا الحوثي أموال الزكاة من التجار وعدم صرفها لمستحقيها.
     

    من جهتهم نفذ العشرات من عمال النظافة في أكثر من مناسبة وقفات احتجاجية تطالب بتحسين أوضاعهم الوظيفية ووقف العبث بأموال الصندوق كأحد أهم الأوعية الإيرادية في المحافظة وطالبوا برحيل الفاسدين فيه.
     

    وعلى المستوى الأمني نفذ مواطنون فعاليات مختلفة تنوعت باحتجاجات طالبت بتثبيت الأمن ووقف حالة الانفلات السائدة التي من أبرز مظاهرها اتساع ظاهرة القتل والجريمة الجنائية وطالبوا بضبط العصابات المسلحة التي باتت تمثل هاجسا مرعبا لدى أبناء المحافظة.
     

    في السياق نفذ العشرات من نزلاء السجن المركزي احتجاجات واسعة للمطالبة بتحسين ظروف السجن وللتنديد بالانتهاكات التي تطالهم من إدارة السجن بين الحين والآخر قوبلت بعمليات قمع واعتداءات كبيرة أدت إلى إعلان الكثير منهم الإضراب فيما دفعت بآخرين إلى الانتحار.
     

    وفي العام نفسه شهدت مدارس المحافظة احتجاجات تربوية للمطالبة بصرف المرتبات فضلا عن إضرابات بسبب انتهاكات حوثية طالت مدارس وقيادات تربوية في أكثر من مديرية بالمحافظة.


    المصدر: يمن شباب نت

     

    قد يعجبك ايضا!